سيطر الحادث الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية على
الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين، حيث لا تزال التحقيقات مستمرة للتوصل
الى الفاعل الحقيقي، وكذلك تصريحات المسؤولين وغيرهم المستنكرة للجريمة،
وقيام مظاهرات شارك فيها مسلمون وأقباط، وأخرى قام بها أقباط، وقيام شيخ
الأزهر ووزير الأوقاف والمفتي بزيارة البابا شنودة في الكاتدرائية
بالعباسية بالقاهرة، وتعرضهم لهتافات غير ودية من المتظاهرين الأقباط
الغاضبين. وكان كاريكاتير زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في
'المصري اليوم' امس، عن صديقين، مسلم ومسيحي يشاهدان في التليفزيون الفيلم
السينمائي حسن ومرقص، والمسلم يقول للقبطي: - زمان كان فيه فيلم اسمه حسن
ومرقص وكوهين ودلوقتي حسن ومرقص، ياخوفي بعد كده يبقى اسمه حسن بس.
ونشرت
الصحف عن اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور أحمد نظيف، وتكليفه شركة
المقاولون العرب بسرعة إصلاح كنيسة القديسين والمسجد المجاور لها الذي تعرض
لبعض التلفيات بسبب إلقاء أشقائنا الأقباط الغاضبين الحجارة عليه في أعقاب
الحادث مباشرة. وإلى بعض مما عندنا:
تحميل الموساد مسؤولية ما جرى للأقباط
ونبدأ
بردود الأفعال على الجريمة، وتحقيق نشرته 'الأحرار' يوم الأحد للصحفية ناهد النبراوي، قال فيه الداعية الإسلامي الشيخ يوسف
البدري: 'ان ما حدث هو شيء أريد به الكيد لمصر وأريد به التفريق بين الوحدة
المصرية وأؤكد وتثبت الأيام صدق كلامي أن ما حدث ليس من جانب المسلمين بأي
حال من الأحوال وإنما يحدث نتيجة احتمال من ثلاثة:
أولاً الموساد وهذا
شيء أؤكده وقد يكون الموساد فعله بالتعاون مع بعض أقباط مصر، ثانيا أن يكون
ما حدث من بعض أقباط المهجر لإتاحة الفرصة لأمريكا للتدخل بما يسمى كذباً
حماية الأقلية القبطية. ثالثا أن يكون هذا من جانب أمريكا نفسها التي توقع
الناس في مثل هذه الأمور لتنفيذ أمراً تريده، أن الدليل على صدق كلامي ان
الحدث استهدف المسلمين والمسيحيين معاً.
كما أن القتلى من المسلمين
والمسيحيين وكذلك إذا كان يقصد المسيحيين لاختار كنيسة بعيدة عن أن تكون في
مواجهة مسجد حتى لا يصاب من بالمسجد.
ودليل آخر أن الحادث قام به غير المسلمين لأن من يسمون بالقاعدة والجماعات الإسلامية يعلمون تماماً ويؤمنون ان القتل حرام شرعاً.
وأكد
المفكر الإسلامي محمد شبل أن أحداث الإسكندرية والأعمال الإرهابية ضد
المسيحيين بسبب الشحن الطائفي الذي يقوم به خطباء الجمعة ووسائل الإعلام
التي تروج أن المسيحيين كفار ومن ثم يستحيل الإرهابيون دماء الكافرين
الخارجين عن الدين الإسلامي وهذا خطأ فادح يروج له المتشددون.
ان
المتشددين من المسلمين أكدوا أن المسيحيين كفار لأنهم فسروا آية من القرآن
الكريم خطأ هذه الآية، قال تعالى: 'لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح
بن مريم' وهذا التفسير خطأ والدليل على ذلك ان الله تعالى حرم زواج
المسلمين بالمشركات، قال تعالى 'ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن' وحرم زواج
المسلمين بالكافرات قال تعالى: 'ولا تمسكوا بعصم الكوافر' وبالتالي فقد حرم
القرآن الكريم زواج المسلمين بالمشركات والكافرات إلا أنه لم يحرم الزواج
بأهل الكتاب 'اليهود والمسيحيين'.
قال تعالى: 'اليوم أحل لكم الطيبات
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان'.
وهذه
الآية تحل زواج المسلمين بالمسيحيات وإذا كان القرآن حرم زواج المسلم
بالمشركة أو الكافرة وأحل له زواج المسيحيين فهذا يعني أن المسيحيين ليسوا
كفارا'.
أصابع الاتهام تشير إلى المثلث الذي لا يحب مصر
كما
نشرت 'الأحرار' حديثا الكاتب الإسلامي عبدالفتاح عساكر مع الجميلة
حنان علي قال فيه: 'أصابع الاتهام تشير إلى المثلث الذي لا يحب مصر وهو
إسرائيل والحكومة الأمريكية وليس الشعب وتنظيم القاعدة وهو نبت
أمريكي.وبالتالي فتفجيرات الإسكندرية من هذا المثلث وما حدث ليس من الإسلام
ولا من المسيحية ولا من اليهودية، فالرسالات السماوية في دين الله الواحد
رسالات لدعوة الإنسان إلى السلام، قال تعالى 'إن الدين عند الله الإسلام'
ويؤكد ذلك التوراة والانجيل، ولكن الحاخام فريدرام الأمريكي المولد
والأوروبي الإقامة والنشاط قال إن الصهاينة على أرض فلسطين ليسوا من أتباع
موسى.
وما حدث في الإسكندرية جرح عميق في نفوس الشرفاء جميعاً والذين
قاموا بهذا العمل هم عصاة لأمر الله والعاصي لأمر الله 'في ضلال مبين'
وعقوبته 'أنه في جهنم خالدا فيها' لماذا؟! لأن أعظم ليبرالية في تاريخ
البشرية هي ليبرالية الإسلام 'من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر'. وقد شرع
القتال في الإسلام للدفاع عن النفس فقط، قال تعالى 'قاتلوا الذين يقاتلونكم
ولا تعتدوا'.
وبالتالي فلا قتال إلا للدفاع عن نفس فقط'.
المصريون يتحملون جزءا من مسؤولية التفجير
طبعا،
طبعا، فهذا مما لا شك فيه ولا ريب، وإذا تركنا 'الأحرار' وتوجهنا إلى
'الأهرام المسائي'، فسنجد أن رئيس قطاع الأخبار في
التليفزيون المصري عبداللطيف المناوي يحذر في نفس اليوم أيضا، من العوامل
الداخلية المساعدة لهذه الأعمال بقوله عنها: 'لا ينبغي أن نلقي باللوم فقط
على تلك الأصابع الأجنبية والتدخلات الخارجية، ذلك أننا نتحمل جزءا لا بأس
به من المسؤولين، فلن يتمكن أي من كان من أن يحقق هدفه في مجتمع ما لم يكن
هذا المجتمع مهيأ للتفاعل مع ما يخطط له أو يدفع إليه، والدليل على ذلك أن
مسألة الاعتداء على الكنائس أو المساجد في مصر ليست مسألة الاعتداء على
الكنائس أو المساجد في مصر ليست مسألة جديدة، فلقد مررنا بمثل هذه الحالة
مرات عدة وعلى نحو متكرر خلال الثمانينيات والتسعينيات، ولكن لم يكن لها
ذلك التأثير الذي أحدثه تفجير الأمس، أذكر أننا حذرنا دوما من أننا نتجه
نحو حرق الوسط بسلوكنا - الإعلامي والديني والسياسي، ولكن للأسف الشديد
زملاء أعزاء غفلوا عن خطورة نتائج ما يفعلون من أجل تحقيق ما يظنونه نصرا
صحافيا أو سبقا مهنيا، أو من أجل تحقيق بطولة وهمية على حساب هذا الوطن،
وبدت قصص الفتنة هي القصص الأولى في البرامج الليلية، بل والنهارية.
وهكذا
هيأنا المناخ لذلك الجو من الاحتقان، الذي ساعد فيه أيضا رجال دين يبدو أن
رغبتهم الدنيوية في المناصبية دفعتهم لممارسة سلوك متشدد ظننا أن ذلك يخلق
لهم شعبية تؤهلهم لتحقيق ما يهدفون إليه على حساب الوطن'.
'الأسبوع' تدافع عن الأمن
طبعا،
هذا صحيح، ولكن نسي عبداللطيف سببا آخر ذكره به رئيس
تحرير 'الأسبوع' مصطفى بكري، وهو تزوير الانتخابات، بالإضافة لأسباب أخرى
مساعدة قال عنها: 'قد يسعى البعض الى محاولة تحميل الجهاز الأمني المسؤولية
الأساسية على هذا الحادث، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، خاصة إن هناك دعاوى
باطلة انطلقت في الخارج كثيرا تتهم الجهاز الأمني المصري بالتواطؤ، وهذا
الأمر مردود عليه بكل يسر وسهولة، فهناك فريق أمني كامل من ضباط شرطة
وثلاثة جنود أصيبوا في هذا الحادث، بعد أن كانوا يقومون بمهمتهم في هذا
الوقت تحديدا.
لقد كانت الإجراءات الأمنية حول الكنائس شديدة، ولم يغب
أبدا عن ذهن الأمن المصري حادث نجع حمادي وإمكانية تكراره في سيناريو جديد،
ولذلك كانت عمليات الاشتباه والتفتيش هي سمة الأداء الأمني في احتفالات
هذا العام تحديدا أمام الكنائس وحولها.
وسوف تثبت التحقيقات بالقطع،
سواء تلك التي تجريها وزارة الداخلية أو النيابة العامة وجود تقصير أمني من
عدمه، وكذلك عما إذا كانت هناك دلائل جديدة سوف تكشفها الساعات القادمة
سواء فيما يتعلق بهوية المخططين أو هوية المنفذين: 'إن الذين لا يتوقفون عن
إثارة الفتن يتحملون نصيباً من هذه الكارثة، ان الذين يحرضون بالقلم
وبالكلمة وبالفضائية يضعون الخناجر في صدورنا جميعا، ان الذين يطفئون الأمل
في نفوسنا ويزورون الانتخابات يضعون الجميع أمام خيارات مرفوضة تهدد الوطن
وتضرب استقراره في الصميم'.