تجددت الأربعاء الاشتباكات بين قوات الشرطة المصرية ومتظاهرين في العاصمة القاهرة مع إعلان (حركة 6 أبريل) تواصل المظاهرات لليوم الثاني، فيما أكدت أنباء عن اعتقال العشرات من النشطاء.
ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة خلال محاولة عدد من النشطاء استئناف المظاهرات، عقب قيام منظمات حقوقية وشخصيات عامة بتقديم بلاغ للنائب العام عبدالمجيد محمود، ضد وزير الداخلية للمطالبة بالتحقيق في مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة السويس /140 كلم شرق القاهرة/ على يد قوات الأمن خلال مظاهرات الثلاثاء.
وقال نشطاء حقوقيون لوكالة الأنباء الألمانية إن الشرطة اعتقلت عددا غير معروف من النشطاء خلال محاولتهم تنظيم مسيرة من أمام دار القضاء العالي ونجح نحو 200 متظاهر في تجاوز الحصار الأمني ونظموا مسيرة في شارع رمسيس في محاولة للوصول إلى ميدان التحرير (أكبر ميادين القاهرة).
وقال مدير المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية خالد على لـ(د. ب. أ): الشرطة اعتقلت عددا غير معروف قد يصل إلى نحو 20 متظاهرا من أمام دار القضاء العالي خلال محاولتهم التظاهر عقب تقديمنا بلاغا للنائب العام، مضيفا إن الشرطة تواصل مطاردة المتظاهرين في شوارع وسط القاهرة خلال محاولتهم إعادة التجمع في ميدان التحرير.
وتقدمت (جبهة الدفاع عن متظاهري مصر) التي تضم نحو 30 منظمة حقوقية، ببلاغ للنائب العام وقع عليه عدد من الشخصيات العامة بينهم الاعلامى حمدي قنديل والدكتور محمد أبو الغار مؤسس (حركة 9 مارس) لاستقلال الجامعات، وجورج إسحاق القيادي بـ(الجمعية الوطنية للتغيير) والمحامي محمد الدمياطي مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين، اتهموا فيه كلا من اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة وجهاز مباحث أمن الدولة، باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين يوم الثلاثاء واحتجاز أعداد كبيرة منهم دون وجه حق وقتل ثلاثة مواطنين في مدينة السويس.
واتهم البلاغ الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه، وزارة الصحة بتسليم المتظاهرين المصابين إلى أقسام الشرطة، ووجه البلاغ اتهامات إلى شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر، بقطع الخدمة عن المتظاهرين بمنطقة ميدان التحرير والمناطق المجاورة لها خلال مظاهرات الثلاثاء.
وطالب البلاغ بتشكيل "لجنة تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين والإفراج عن النشطاء الذين تم اعتقالهم خلال مظاهرات أمس الثلاثاء".
وقال جورج اسحق لوكالة الأنباء الألمانية "التقينا أحد مساعدي النائب العام وسلمناه البلاغ.. ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمة".
ومن جهة أخرى، قالت مصادر طبية الأربعاء إن مصريا رابعا توفي صباح الأربعاء متأثرا بجراح اصيب بها ليلة الثلاثاء خلال محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين في (يوم الغضب) في محافظة السويس شمال شرق القاهرة.
وشهدت المظاهرات التي اندلعت في مدينة السويس امس مقتل اثنين من المتظاهرين، كما قتل في القاهرة جندي أمن مركزي بعد اشتباكات مع المتظاهرين.
وقالت مصادر طبية إن غريب عبد اللطيف، 45 سنة، توفي صباح الأربعاء في مستشفى السويس العام، متأثراً بإصابته بطلق ناري أثناء تفريق قوات الأمن مظاهرات (يوم الغضب) التي شهدتها السويس.
وأوضحت المصادر أن عبد اللطيف أصيب بتهتك في الكبد وتوقف قلبه ثلاث مرات أثناء إجراء عملية جراحية له مساء الثلاثاء.