'المصري اليوم': التغيير يجب ان يبدأ بالنظام
يوم - الثلاثاء - شارك رئيس تحرير 'المصري اليوم' مجدي الجلاد في تحميل نظامنا الوطني مسؤولية ما يحدث بقوله: 'يظن النظام الحاكم في مصر أن 'تسكين' آلام ومرارة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين يمنع الفتنة الطائفية.. فهو يبدو وكأنه يرفع لواء 'الاستقرار'، ولا يهوى المغامرات أو التغيير، بينما الحقيقة أن أي تغيير مهما كان بسيطاً لابد أن يبدأ بالنظام ذاته.. ضحك علينا 'النظام' سنوات طويلة بوهم 'الاستقرار'.. فلا نحن تقدمنا.. ولا نحن استقر حالنا.. يبدو لي أن النظام الحاكم في مصر كان صادقاً في نظرية 'الاستقرار'.. كان ولا يزال يعنيها حتى الآن.. ولكن أي استقرار؟! ثمة دلائل ومؤشرات وقرائن تؤكد أن الاستقرار المقصود هو 'استقرار الكراسي'.. أو استقرار المصالح.. أو استقرار الاستمرار'.
اتهام 'المصري اليوم'
بالتحريض على العنف
ولم تمر سوى أربع وعشرين ساعة على ما كتبه مجدي إلا وقد تعرض الى هجوم شديد يوم الأربعاء من عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' وعضو مجلس الشورى المعين، حيث علمنا منه أيضا أن هناك قضية مرفوعة من الجريدة ضده، قال: 'صحيفة 'المصري اليوم' التي تنسب إليها مجموعة من التصرفات المحرضة على التأجيج الطائفي بانتظام شديد، وكانت هي التي نشرت حوار الأنبا بيشوي الذي أثار مشاعر المصريين، وكانت هي التي نشرت بداية مقالات لسليم العوا ضد الكنيسة المصرية، وهي التي تنشر مقالات مستمرة ليوسف زيدان الطاعن في عمق الكنيسة الأرثوذكسية، وهي التي تقاضيني مرة جديدة لكي أسكت عما تفعل، هذه الجريدة هي التي نشرت في خلال الثلاثة أيام الأخيرة مقالات متنوعة تبشر بهذه الساعة التي حانت للنظام، وتقول ما يردده محمد البرادعي حول عجز النظام عن حماية المصريين.. ويقول رئيس تحريرها إن النظام غير قادر.. وقد أضاف أن هذا النظام يخدم أهداف 200 شخص لا غير والمقاضاة لن توقفني عن تبني مواقف محددة ضد هذه الرسالة الإعلامية التي تخالف ما أفهمه من (الوطنية)، والثقة في عدل القضاء أكبر من كل ابتزاز.. إن المقالات يكون الرد عليها بالمقالات.. وسوف تكون تلك فرصة مهمة للغاية لمحاسبة سياسية لمنهج ورسالة ومضمون تلك الجريدة في ساحة القضاء، ولكن الأهم هنا هو أن الرسالة التي تكتبها 'المصري اليوم' في هذه اللحظات الجلل تعبر عن منهج مؤسف وعن اتساقها مع مناهج شديدة الخطورة على مصالح استقرار البلد'.
مجتمعنا متطرف وهش والناس
يتخذون الحادث وسيلة للتعبير
ولكن المشكلة ليست في المصري أو التحريض لأن المجتمع المصري فيه من المصائب والتعصب ما لا يعد ولا يحصى، أي ليس في حاجة الى محرضين وهو ما علمناه في ذات اللحظة والتو من زميلنا بـ'الجمهورية'، خفيف الظل محمد أبو كريشة عندما قال: 'مظاهرات المسيحيين بعد حادث الإسكندرية هي النتيجة التي أرادها مرتكبو الجريمة.. فهم يعرفون أن مجتمعنا متطرف وهش وان الناس يريدون الحادث ليتخذوه وسيلة للتعبير عن كراهيتهم في العلن.. ولإطلاق تطرفهم المكتوم والذي سنبرره لهم بأنهم حزانى ومجروحون وكان الله في عونهم.
ليس من السهل.. بل هو مستحيل أن تقنع أحدا بأن الحادث أو الجريمة موجهة إلى كل المصريين.. ومقصود بها تفجير غضبهم ضد بعضهم وكراهيتهم لبعضهم.. فالمصريون يكرهون بعضهم الآن.. ليس في ذلك شك.. وهم محتاجون فقط إلي ذريعة لاطلاق هذه الكراهية.. ليس الأمر قاصراً علي المسيحيين والمسلمين.. إنها حالة كراهية عامة وتطرف شامل.. وقد قلت لك إننا مقبلون على 'التراس' المسيحي والتراس المسلم.. والتراس الفقراء والتراس الأغنياء والتراس الحكومة والتراس المعارضة.. هناك فجور في كل شيء.. في الجريمة والجنس والبلطجة والتزوير والغش والفساد.. تطرف في الكفر وتطرف في التدين.. فالمجتمع هش وهو مجتمع من قش.. والتطرف مع الهشاشة يؤديان إلى هذه الفوضي التي ترونها.. حيث لا حقائق ولا حسم وإنما كذب ونفاق وموضوعات انشاء لثالث ابتدائي عن الوحدة الوطنية والنسيج الواحد وعناق الشيخ والقسيس'.
وبما ان الأمر كذلك، فكان من الطبيعي أن نتقبل العزاء في مصر هي أمي وخالتي، أو كما جاء في كاريكاتير زميلنا إبراهيم حنيطر في 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع اليساري.. عن مسلم ومسيحي خرجا من قبريهما وكل منهما يعزي الآخر قائلا: البقية في حياة مصر.