قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أمس إحالة الرئيس السابق محمد
حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، ورجل الاعمال الهارب حسين كمال الدين
سالم، إلى محكمة الجنايات.
وأسندت النيابة العامة، حسب بيان أصدرته على
صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، لـ'المتهم الأول'
حسني مبارك، اشتراكه بطريق الاتفاق مع حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق،
وبعض قيادات الشرطة المحالين بالفعل إلى محاكم الجنايات، في ارتكاب جرائم
القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجرائم القتل والشروع في قتل بعض
المشاركين في المظاهرات السلمية بمختلف محافظات الجمهورية، اعتبارًا من يوم
25 يناير للاحتجاج على تردي أوضاع البلاد.
وأوضح البيان أن مبارك قام
'بتحريض بعض ضباط وأفراد الشرطة على إطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم على
المجني عليهم ودهسهم بالمركبات لقتل بعضهم، ترويعًا للباقين وحملهم على
التفرق وإثنائهم عن مطالبهم، وحماية قبضته واستمراره في الحكم مما أدى إلى
سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المتظاهرين'.
واكد خبير قانوني لـ'القدس
العربي' ان عقوبة تهمة الاتفاق والمشاركة في القتل قد تصل الى الاعدام،
خاصة ان وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي قد اعترف بأن مبارك هو من اصدر
الاوامر باطلاق الرصاص الحي، مؤكدا ان القيادة السياسية وحدها تملك هذه
الصلاحية.
كما أسند بيان النيابة العامة لمبارك تهمة حصوله لنفسه
ولنجليه علاء وجمال على 'عطايا ومنافع عبارة عن (قصر على مساحة كبيرة وأربع
فيللات وملحقاتها بمدينة شرم الشيخ تصل قيمتها إلى 40 مليون جنيه) بأثمان
صورية مقابل استغلال نفوذه الحقيقي لدى السلطات المختصة، بأن مكن المتهم
حسين سالم من الحصول على قرارات تخصيص وتملك مساحات من الأراضي بلغت ملايين
الأمتار المملوكة للدولة بمحافظة جنوب سيناء بالمناطق الأكثر تميزًا في
مدينة شرم الشيخ السياحية'.
أما الاتهام الثالث فكان بخصوص اتفاق تصدير
الغاز لإسرائيل بأسعار متدنية، إذ أسندت له النيابة الاشتراك 'مع وزير
البترول السابق سامح أمين فهمي وبعض قيادات وزارة البترول السابق إحالتهم
إلى المحكمة الجنائية (باعتبارهم فاعلين أصليين) في ارتكاب جريمة تمكين
حسين سالم من الحصول على منافع وأرباح مالية بغير حق تزيد على 2 مليار
دولار وذلك بإسناد شراء الغاز الطبيعي المصري للشركة التي يمثلها ورفع قيمة
أسهمها وتصديره ونقله إلى إسرائيل بأسعار متدنية أقل من تكلفة إنتاجه،
وبالمخالفة للقواعد القانونية واجبة التطبيق'.
وأوضح البيان أن هذه
الاتفاقية تسببت في الإضرار بأموال الدولة بمبلغ 714 مليون جنيه تمثل قيمة
الفرق بين سعر كميات الغاز التي تم بيعها فعلاً لإسرائيل وبين الأسعار
العالمية.
أما المتهم حسين سالم، فقد أسندت إليه النيابة العامة تقديمه
للمتهم الأول، مبارك، ونجليه علاء وجمال، قصرًا وأربع فيللات وملحقاتها
بمدينة شرم الشيخ، مقابل استغلال نفوذ الرئيس السابق في تخصيص مساحة شاسعة
في شرم الشيخ.
واتهمت النيابة في أمر الإحالة علاء وجمال بقبول وأخذ
أربع فيللات قيمتها تزيد على 14 مليون جنيه في شرم الشيخ، مع علمهما بأنها
مقابل استغلال نفوذ والدهما المتهم الأول، لدى السلطات المختصة، لمنح سالم
الأراضي الشاسعة بالمخالفة للقانون.
وأكدت النيابة العامة أن هذه التهم
الموجهة لعلاء وجمال ليست التهم الوحيدة الموجهة إليهما. ولكن هناك تهمًا
أخرى ارتكباها منفردين تتعلق بالتلاعب في صناديق الاستثمار، وسداد ديون
مصر، وخصخصة شركات قطاع الأعمال والتوكيلات الأجنبية، والحصول على عمولات
من بيعها، والشراكة الإجبارية في بعض الشركات، وتعيين جمال مبارك ممثلاً
للبنك المركزي المصري في مجلس إدارة البنك العربي الأفريقي، الأمر الذي
شابه مخالفات مالية وإدارية تستكمل بشأنها التحقيقات.
وأوضح البيان أن
إحالة علاء وجمال في هذه التهم لأنها ترتبط بالتهم المسندة إلى والدهما،
المتهم الأول في أمر الإحالة الصادر إلى الجنايات.
وختمت النيابة العامة
بيانها بالتنويه أنها أخطرت القضاء العسكري بما أثير في البلاغات التي
تلقاها عن شبهات عمولات في صفقات السلاح 'لاختصاص النيابة العسكرية قانونًا
بالتحقيق في هذه الوقائع لاتصالها بأسرار ومصالح القوات المسلحة وفقًا
لنصوص قانون القضاء العسكري رقم 25 لسنة 1966'.
وعلمت 'القدس العربي' ان
مبارك انهار فور علمه بقرار إحالته ونجليه للمحاكمة الجنائية وأنه دخل في
دوامة من الاكتئاب وردد هتافات تفيد بأنه مظلوم وأنه دفع حياته لخدمة مصر
وشعبها فيما رفض لاحقاً الحصول على الدواء الذي قدمه الأطباء بعد ارتفاع في
ضغط الدم.. فيما سرت حالة من الفرح بين المصريين فور إعلان إحالة مبارك
ونجليه للجنايات وردد مواطنون في مقاه في القاهرة ووسائل مواصلات جماعية
'يمهل ولا يهمل' وهلل العديد من المواطنين على القرار الذي اعتبره كثيرون
محاولة استبقاية للمظاهرة المليونية المقرر أن تنطلق الجمعة المقبل في
ميدان التحرير والتي دعا لها ناشطون تحت عنوان 'أنا مش حاسس بالتغيير أنا
نازل تاني التحرير'.