وداع العام والعبرة من إنقضاء الأيام
بقلم الشيخ محمود عبدالشافي
إمام وخطيب مسجد قرية عرب أبو عيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....... وبعد
يقول الله تبارك وتعالي في كتابه الكريم " فأما من طغي وأثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوي وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي " صدق الله العظيم ( سورة النازعات الاية 37-41
كما نعلم جميعا فنحن الأن في الجمعه الأخيرة من شهر ذي الحجه لعام 1431 هـــ
من هجرة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم فما الذي يجب علينا ونحن نودع عاما قديما ونستقبل عاما جديدا؟
حياة الإنسان في هذه الدنيا مراحل والناس فيما بين مقيم وراحل فكل نفس يتنفسه ابن ادم يدنيه من أجله ويبعده عن امله فاحزم الناس واعقلهم من حاسب نفسه يوما فيوما ولذلك اوصيكم بمحاسبة النفس فأول شئ واجب عليك أن تفعله في وداع العام واستقبال العام أن تحاسب نفسك
ماذا قدمت ؟
وماذا أخرت ؟
هل أديت حقوق الله كامله ؟
هل أديت حقوق العباد ؟
هل أذدت في الطاعات ؟
هل تركت السيئات ؟
هل عملت بكتاب الله وسنة حبيبه محمد صلي الله عليه وسلم ؟
لقد كان عمر بن الخطاب يقول كما روي الامام أحمد " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وذنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضوا لاتخفي منكم خافية "
فالواجب علي المسلم العاقل ألا يغفل عن محاسبة نفسه وكيف لا يحاسب العبد نفسه وهو محاسب لا محاله
قال تعالي " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيد
ويحذركم الله نفسه " ( سورة أل عمران الايه 30
كيف لا يحاسب العبد نفسه والله تبارك وتعالي يقول " ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي حاسبين " ( سورة الأنبياء االأية 47
كيف لا يحاسب العبد نفسه والله يقول " يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم " ( سورة الزلزلة
ولذلك كان العاقل من دان نفسه وحاسب نفسه وعمل لما بعد الموت كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من إتبع نفسه هواها وتمني علي الله " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم وانظروا الي السلف الصالح كيف كانوا يحاسبون أنفسهم بل أنظروا إلي أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم يقول أنس " سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول يوما وقد خرج وخرجت معه حتي دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في الحائط وعمربن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله او لبعذبنك " أنظروا من منا قال لنفسه هذا وهذا ابراهيم التميمي يقول مثلت نفسي في الجنه أكل من ثمارها وأشرب من انهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار أكل من تقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي يا نفس أي شئ تريدين فقالت أريد أن ارد الي الدنيا فأعمل صالحا قلت فأنت في الأمنيه فأعملي . هذا هو الأمر الأول
أما الأمر الثاني الذي أوصيك به وأنت تودع عاما وتستقبل عاما فهو الإكثار من الأعمال الصالحة فإن اليوم الذي يمضي لا يعود ولقد كان الحسن البصري يقول يا ابن أدم إنما انت أيام كلما مضي منك يوم مضي بعضك فيا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه إنما تفرح بنقص عمرك وقرب أجلك وعرضك علي الله
إنا لتفرح بالأيام نقطعها............وكل يوم مضي يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ........... فإنما الربح والخسران في العمل
ولذلك كان بعض الحكماء يقول وكيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره
كيف يفرح من يقوده عمره الي اجله وحياته الي موته
فالواجب علينا جميعل أن نتسابق الي طاعة الله ونجتهد فيها ونبادر بالاعمال الصالحه وليكن شعارنا دعاء النبي صلي الله عليه وسلم " اللهم اجعل الحياة زيادة لنا من كل خير والموت راحة لنا من كل شر " وفي الحديث الذي رواه مسلم أنه سئل أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله قيل فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
وفقنا الله واياكم الي ما يحبه ويرضاه وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم