اتهمت السلطات المصرية السبت عناصر خارجية بالمسؤولية عن التفجير الذي أوقع أكثر من عشرين قتيلا وعشرات الجرحى أمام كنيسة قبطية في مدنية الإسكندرية بشمال البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن "ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة.. تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ فضلا عن تعارض ظروف ارتكاب الحادث مع القيم السائدة في المجتمع المصري.. وفى ظل ارتكابها في مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون".
وكان المصدر رجح أن يكون التفجير ناتجا عن تفجير انتحاري وليس عن سيارة مفخخة كما أعلن سابقا. وقال إن عمليات الفحص لواقعة الانفجار أكدت عدم وجود نقطة إرتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام بما يرجح أن العبوة التي إنفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين.
وأشار المصدر إلى أن فحوص الشرطة أكدت أن العبوة الناسفة التي تسببت بالانفجار محلية الصنع، وتحتوى على مسامير وكرات حديدية بهدف إحداث أكبر عدد من الإصابات.
وأضاف إن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أي منهما مصدرا للانفجار.
وكان مسؤولون أمنيون وشهود ذكروا في وقت سابق أن الانفجار وقع عندما اندفعت سيارة خاصة بين المصلين الذين تجمع البعض منهم أمام الكنيسة في حي سيدي بشر في المدنية مخلفا قتلى وجرحى بين المصلين وبعض أفراد الحراسة المكلفة بحماية الكنيسة.
وأعلنت وزارة الصحة أن 21 شخصا قتلوا في حين جرح 43 آخرون اثر انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة في الإسكندرية بعد قداس أقيم لمناسبة العام الجديد.
وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار استهدف كنيسة مارى جرجس والأنبا بطرس أثناء مغادرة المصلين مبنى الكنيسة بعد نصف ساعة من بدء العام الجديد.
وعقب الحادث تجمع مسيحيون غاضبون أمام الكنيسة وفي مناطق أخرى من المدينة، وهاجم بعضهم مسجدا قريبا، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، وزجاجات المولوتوف.
وقال شهود أن الشرطة سيطرت على اشتباكات بين متظاهرين مسلمين ومسيحيين بعد التفجير.مشيرين الى إن الاشتباكات أسفرت عن إتلاف عدد من السيارات.
وفي الوقت نفسه، أصدر الرئيس المصري حسني مبارك تعليماته بالإسراع في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات هذا "العمل الإجرامى" وتعقب مرتكبيه ومن يقف وراءهم، كما شدد على ضرورة توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية لعلاج الجرحى.
وأعرب مبارك عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا داعيا أبناء مصر أقباطا ومسلمين إلى أن "يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه".
وكان تنظيم القاعدة في العراق هدد العام الماضي بشن هجمات على الأقباط في مصر بعد اتهامات وجهها للكنيسة القبطية باحتجاز سيدتين مسيحيتين يقول مسلمون أنهما أسلمتا.