القاهرة- وكالات- توعد الرئيس المصري حسني مبارك السبت بمعاقبة المخططين والمتورطين في حادث تفجير الكنيسة بالإسكندرية، الذي أسفر عن مصرع 21 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح.
وقال مبارك، في كلمة وجهها إلى الشعب بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف ليل الجمعة السبت كنيسة القديسين بالاسكندرية، إن العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين "تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية".
وأضاف "دماء أبنائنا لن تضيع وسنقطع يد الإرهاب والمتربصين بأمن مصر.. إن أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الأولى لا أفرط فيه أبدا، ولا أسمح لأحد أيا كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا".
وتابع مبارك قائلا "أقول بكل ثقة إننا سنتعقب المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه وسنعاقب المتورطين في التعامل معهم ممن يتورطون بيننا.. وأقول لهم إن دماء أبنائنا لن تضيع هدرا وسنقطع يد الإرهاب".
وقال إن "هذا العمل حركة من حركات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين، إننا جميعا في خندق واحد وإننا جميعا سنقطع رأس الأفعى وسنتصدى للإرهاب".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء الذي يأتي بعد شهرين من تهديدات وجهها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ضد الأقباط في مصر.
ومن ناحيته، دان عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الاعتداء الذي وصفه بـ(الارهابي)، مشددا على ضرورة تمسك الشعب المصري بوحدته الوطنية والوقوف بحزم أمام تلك الاعمال التخريبية.
ودعا موسى في بيان إلى تضافر جهود الجميع أقباطا ومسلمين في مواجهة المخاطر التي تستهدف النيل من أمن مصر واستقرارها، مشيرا إلى أن هذا هو الطريق لمواجهة تلك المحاولاات الاثمة وافشالها.
وأدان عدد من قادة دول العالم وحكوماتها السبت التفجير الذي استهدف كنيسة قبطية في الإسكندرية، وأعربوا عن تضامنهم مع مصر.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية برقيات أرسلها قادة فرنسا وقطر وليبيا والكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن إلى الرئيس حسني مبارك يعربون فيها عن مواساتهم بالضحايا الذين سقطوا في الحادث.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان انه يرجح أن يكون شخص (انتحاري) نفذ الاعتداء الذي استهدف كنيسة في الاسكندرية ليل الجمعة السبت وأسفر عن سقوط 21 قتيلا.
وكان قادة مصريون معارضون حملوا نظام مبارك في وقت سابق المسؤولية عن التفجير وطالبوه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي.
وحمل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية محمد البرادعي النظام المصري المسؤولية في حادث تفجير الكنيسة بالاسكندرية.
وكتب البرادعي السبت على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي "سلام الله على شهداء كنيسة القديسين. كفانا استخفافا بعقول الشعب. نظام عاجز عن حماية مواطنيه هو نظام آن الأوان لرحيله".
ومن جانبه طالب زعيم حزب الغد الليبرالي المعارض أيمن نور بإقالة العادلي واتهمه بالفشل في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
وكتب نور، الذي يعتبر من أبرز المعارضين لنظام الرئيس حسني مبارك، على موقع تويتر، "أقول لمبارك إن الوقوف ضد الإرهاب يبدأ باقتلاع علل وجوده وإقالة الفاشلين في مواجهته مثل وزير داخليته".
وبدوره وصف المعارض المصري والبرلماني السابق حمدين صباحي حادث تفجير الكنيسة بـ(العار والجريمة ضد كل المصريين). وقال في تصريح، إن مسؤولية الحادث تقع على النظام وأجهزته الأمنية. وأضاف إن سياسات النظام هي التهديد الحقيقي للوحدة الوطنية.