قبل أن يحل منتصف ليل الثلاثاء على ميدان التحرير وصلت المواجهة بين المشاركين فى مظاهرات ٢٥ يناير وقوات الأمن إلى ذروتها، فالمتظاهرون من جانبهم أعلنوا قرارهم بالاعتصام حتى الصباح واستمرار التظاهر لحين تحقيق مطالبهم بالعدالة الاجتماعية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإسقاط الحكومة وحل البرلمان. وفى المقابل، استنفرت قوات الأمن لتنذرهم بأنها ستبدأ عملية تفريق وإجلاء بالقوة.
استعانت أجهزة الأمن فى عملية التفريق والإجلاء بنحو ٢٠٠ سيارة مصفحة، وما يقرب من ٥٠ أتوبيس نقل عام، وأكثر من ٣ آلاف من قوات مكافحة الشغب، و١٠ آلاف جندى أمن مركزى، واستمرت عمليات فض الاعتصام حتى الساعات الأولى من صباح أمس.
بدأت الاستعدادات لعمليات الإخلاء بمطالبة المتظاهرين بالانصراف، وإطلاق نصائح وتحذيرات متكررة، لكن المتظاهرين أصروا على موقفهم، وبعد ٤٥ دقيقة من منتصف الليل، أطلقت السيارات المدرعة الموجودة بجوار مسجد عمر مكرم، ومدخل شارع قصر العينى، ٥٠ قنبلة مسيلة للدموع، وفر عدد من المتظاهرين خوفا، فيما صمد آخرون وحاولوا الالتفاف على المدرعات، وطاردت السيارات المدرعة التى اقتحمت الميدان بسرعة جنونية المعتصمين الباقين على أرضه، وبدأ الميدان يخلو من المتظاهرين الذين فروا إلى شوارع جانبية.