أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزير داخليته امس الأربعاء، في محاولة لاحتواء اضطرابات ما فتئت تتسع، لكن اشتباكات جديدة اندلعت مع الشرطة في العاصمة ومدن أخرى أسفرت عن وقوع قتلى.
وأعلنت الحكومة التونسية حظر التجول ليلا في العاصمة والضواحي المحيطة بها. وأضاف إن حظر التجول سيستمر إلى أجل غير مسمى، وسيبدأ في الثامنة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش) كل ليلة وينتهى في السادسة صباحا.
ورغم نشر الجيش في كثير من المناطق والوجــــود الأمنـــي المكثف، رشق شبان رجال الشرطة بالحجارة بإحدى ضواحي العاصمة، وقال شهود ان الاحتجاجات تجددت في بلدتين.
وأبلغ مراسلون صحافيون وشهود عيان أن مدينة صفاقس، ثاني اكبر مدن الجمهورية التونسية، شهدت تظاهرة احتجاجية حاشدة، بينما تحدثت تقارير عن سقوط قتلى في منطقة دوز بجنوب البلاد أمس الأربعاء، كما تظاهر ألوف الشبان الغاضبين بالعاصمة ومدن أخرى.
وقالت المصادر بمدينة صفاقس إن المظاهرة بدأت سلمية قبل أن يحرق مقر الحزب الحاكم. وأطلقت قوات الأمن والشرطة غازات مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قدر شهود عيان عددهم بنحو 40 أو 50 الفاً. وجرت المظاهرة بدعوة من الفرع المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل.
وذكر مراسلون ان مواجهات اندلعت أمس وسط العاصمة التونسية بين قوات الامن ومتظاهرين، تم تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، بينما قتل مدنيان (أمس) برصاص الشرطة في دوز جنوب تونس خلال مظاهرة تطورت الى اعمال عنف.
واعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي اقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم واستبداله بالاستاذ الجامعي والوزير السابق احمد فريعة.
كما اعلن رئيــــس الوزراء الافـــراج عن جميع الموقوفين في الاحتجاجات، وتشكيل لجنة تحقــــيق حول الفساد الذي تندد به المعارضة ومنظمات غير حكومية.
وأبلغت المصادرأنه مقابل الوعد بالإفراج عن 'جميع' الموقوفين، اعتقلت الشرطة أمس زعيم الحزب الشيوعي حمى الهمامي وعددا من رفاقه أمس.
وتحدثت مصادر من المعارضة عن اقالة قائد هيئة اركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار الذي رفض اعطاء الامر الى الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد، وعبر عن تحفظه ازاء استخدام القوة بشكل مفرط، بحسب المصادر نفسها.
واستبدل عمار بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال احمد شبير، بحسب هذه المعلومات التي لم يتم التأكد منها من مصادر رسمية.