الخواجة عضو متميز
عدد المساهمات : 254 نقاط : 495 تاريخ التسجيل : 19/11/2010
| موضوع: بساط الريح من صنع بن لادن؟! الجمعة يناير 07 2011, 14:06 | |
| لم يأت أسامة بن لادن الذي اعتبره شخصية الحقبة الأولي من هذا القرن الـ12 من تلقاء ذاته, أو من صنع نفسه, وانما ولد هو وغيره من مئات المجاهدين في رحم صراع القوتين العظميين في حرب المواجهة بسبب أفغانستان.
ولد أسامة بن لادن في الرياض بالسعودية من أم سورية وأب حضر الي جدة من حضرموت وأصبح من كبار المقاولين في المملكة, وقد تعددت زوجاته ووصل عدد أبنائه الي أكثر من خمسين من الذكور والإناث, كان ترتيب أسامة بينهم رقم.71 في عام3691, كان أسامة في سن التاسعة, مات الأب في حادث طائرة في الطائف, فتولي الابن الأكبر( سالم بن لادن) أعمال الشركة لكنه مات هو الآخر عام8891, بعد تحطم طائرته الخاصة في تكساس بالولايات المتحدة, ويقال إن نصيب أسامة بن لادن من إجمالي الثروة كان نحو003 مليون دولار. درس أسامة بن لادن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وحمل بكالوريوس الاقتصاد استعدادا لدوره في إدارة أعمال شركة الأسرة, لكنه بدلا من ذلك لبي نداء دعوة الجهاد ضد أعداء الإسلام الذين حاولوا قهر المسلمين في أفغانستان. هذه الدعوة أطلقتها الولايات المتحدة, التي برغم مرور ثلاثين سنة عليها,إلا أنها لم تفرج وأظنها لن تفرج عن وثائق هذه الفترة التي تلت غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان, والدور الخفي الذي قامت به, وكان من آثاره تنظيم القاعدة الذي أنشأه أسامة بن لادن. في52 ديسمبر9791 قامت قوات الاتحاد السوفيتي العسكرية بغزو أفغانستان بعد أن فشلت جهود موسكو في إقامة حكم شيوعي فيها, حيث إنها تقع جغرافيا في بطن الاتحاد السوفيتي ويخشي من أي خطر قادم منها, ولما كانت الولايات المتحدة قد عانت من قبل في تجربة اقحام قواتها المسلحة لمحاصرة الامتداد السوفيتي, كما حدث في فيتنام, فقد راحت تبحث عن أسلوب جديد تحارب به التدخل السوفيتي في أفغانستان. ولطبيعة الشعب الأفغاني شديد التعلق بالدين الإسلامي, فقد صكت المخابرات الأمريكية شعار الإسلام ضد الإلحاد, داعية المسلمين الراغبين في حصولهم علي مكان في الجنة, أن يذهبوا الي أفغانستان لمحاربة الشيوعيين الكفار, ولم تمانع الدول العربية في المشاركة في هذه الدعوة التي أقبل عليها المسلمون, سواء بالمشاركة بالنفس أو بالمال, وفي المساجد بصورة عامة وفي المملكة االعربية السعودية بصورة خاصة, وقد رأيت ذلك بنفسي ـ أقيمت عشرات الستاندات لتقبل تبرعات المسلمين لمساعدة أخوتهم المجاهدين, في الوقت الذي تم فيه تنظيم المعسكرات في باكستان لاستقبال المتطوعين من الشباب المسلم وتدريبهم علي القتال والإمساك بالمدفع واطلاق الصاروخ. ولم تكن التبرعات علي أي حال كافية لشراء عشر دبابات أو ألف صاروخ أو مائة ألف بندقية, في الوقت الذي لم تكن فيه الإدارة الأمريكية مستعدة لتقديم المساعدات المادية, فكان أن قررت توفير هذه الاعتمادات من ملايين الشباب الذين أغرقتهم المخدرات البيضاء التي تزرع في باكستان وأفغانستان, وكانت مشكلة نبات الأفيون المشهورة هذه المنطقة بزراعته أنها لا تجد المعامل الكافية لتحويله الي هيروين( كل عشرة كيلوجرامات أفيون يتم معمليا تحويلها الي كيلو هيروين), فكان أن تولت أمريكا تقديم هذه المساعدة وتوريد الاحتياجات اللازمة التي كانت نتيجتها إغراق العالم في سنوات الثمانينيات بموجات من الهيروين, التي انتشرت وكانت مصر والدول العربية من بين الدول المطموع في أموالها, وعلي حساب الشباب الذي تم تدميره, تم تمويل حرب الإسلام ضد الإلحاد في أفغانستان! استمرت الحرب في أفغانستان عشر سنوات, ذهب خلالها الي هناك مئات المجاهدين الذين أصبحوا مقاتلين ويتولي أسامة بن لادن وضع قاعدة معلومات عن هؤلاء المجاهدين, الذين وفدوا الي أفغانستان, وبعد انسحاب القوات السوفيتية بصورة رسمية في51 فبراير.9891 بدأت الولايات المتحدة تتزعم حملة مواجهة انتشار المخدرات البيضاء( هكذا بعد أن حققت غرضها), لكن علي الجانب الآخر كان هناك مئات الرجال الذين جمعهم حمل السلاح والتدريب علي عمليات القتال وأصبحوا مسجلين في قاعدة بيانات بن لادن, التي اشتهرت بعد ذلك باسم القاعدة, وكان طبيعيا أن يعيد بعض هؤلاء الرجال حساباتهم وأن يسألوا ماذا يمكن أن يفعلوه وقد أصبحوا محترفي قتال؟ وتأتي الأحداث أسرع مما يتصورون.. ففي أغسطس0991 بعد سنة من نهاية حرب أفغانستان يغزو صدام حسين الكويت, ويأتي الغزو بالقوات الأمريكية الي المنطقة ويقارن الذين ذهبوا الي أفغانستان بين الطريقة السريعة التي تعاملت بها أمريكا مع صدام المعتدي والتي تتعامل بها مع إسرائيل المغتصبة منذ عشرات السنين لحقوق الفلسطينيين.. وهكذا تتوالي الأحداث التي جعلت أسامة بن لادن حتي وإن كان قد توفاه الله, شخصية الحقبة الأولي من هذا القرن. | |
|