مصر: اعتقالات بين السلفيين.. واتهامات لفصيل 'تكفيري'
الكنائس تحولت لثكنات امنية في القداس.. وتوقعات بكشف هوية المهاجم خلال ساعات
قالت مصادر ان اجهزة الامن المصرية تقترب من تحديد هوية منفذ مجزرة الاسكندرية، بعد ان توصلت الى صورة مقربة له، وانها شنت حمة اعتقالات بالامس شملت عشرات السلفيين في عدة مدن بينها الاسكندرية، ما اعتبره مراقبون تمهيدا لتوجيه الاتهام الى تنظيم القاعدة.
وقال شيخ سلفي مفضلا عدم ذكر اسمه ان الاعتقالات كانت متوقعة، وان الحكومة ستستخدم المجزرة لاتخاذ اجراءات ضد هذا التيار. واستبعد الشيخ ان يكون منفذ الهجوم منتميا الى التيار السلفي الحقيقي، الا انه اشار الى ان احد عناصر فصيل 'التكفيريين' قد يكون مسؤولا عنه، ولم يستبعد وجود عناصر اجنبية في القضية سواء عبر التمويل او التحريض.
فقد حددت أجهزة وزارة الداخلية عمر المشتبه به في تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ما بين 23 و25 عاما بعد تحليل عينات 45 قطعة من الأشلاء بمسرح الحادث، وحددت وزن العبوة الناسفة بين 20 و25 كيلوغراما وحصل خبراء الأدلة الجنائية على بصمات من 118 شخصا من القتلى والمصابين لفحصها وتحديد بياناتهم.
وكشفت الأجهزة الفنية والمعملية في وزارة الداخلية المصرية عن استخدام منفذ حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالاسكندرية حقيبة تشبه الحقائب المدرسية أو الرحلات، وتراوح وزن العبوة التفجيرية بين 20 و25 كيلوغراما من مادة شديدة الانفجار.
وحسب مصدر امني فقد اكدت عمليات الفحص الفني والمعملي أن الانفجار وقع بطريق الخطأ أو جرى التفجير قبل الموعد المحدد لاصطدامها بجسم مرتكب الجريمة مما تسبب في تفتيت كامل لأجزاء جسمه وتطايرها لعدة أمتار، كما أن العبوة مجهزة بمواد كيماوية مخلوطة بأصابع من مادة تي.إن.تي شديدة الانفجار ولا تحتوي على مسامير بل رقائق من الصفيح وقطع الحديد التي كان من نتيجتها حدوث تشوهات في جثث الضحايا.
وأصدر 22 حزباً وحركة سياسية على رأسها أحزاب'الوفد'، و'التجمع' و'الغد جناح أيمن نور'، و'الجبهة'و'الكرامة'، بياناً طالبوا فيه بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي ومساعديه من القادة الأمنيين للتقصير الكبير الذي أسفر عن وقوع جريمة تفجير كنيسة القديسين التي أسفرت عن مصرع 21 مواطنا وجرح ما يزيد على مئة مواطن.
وهاجم البيان الحكومة بكافة أجهزتها وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والإعلامية على المناخ الطائفي الذي يؤدي لتلك الجرائم، وطالبت الشعب المصري بجميع طوائفه مسلمين ومسيحيين بالتوحد معاً ضد أي محاولات للتفرقة، وأيد البيان 'الجمعية الوطنية للتغيير'، و'الاشتراكيين الثوريين'، و'حملة دعم البرادعي ومطالب التغيير'، و'حركة شباب 6 إبريل'، و'شباب من أجل العدالة'، و'الحرية' و'حشد' و'تيار التجديد الاشتراكى'، وعدد من المنظمات الحقوقية، انتفاضة الشعب المصري من المطالبين بالقصاص من الجناة، سواء الذين ارتكبوا الجريمة أو الذين هيأوا المناخ الفاسد الذى يميز بين أبناء الوطن الواحد، على حد قولهم، مدينين الممارسات الأمنية ضد مواطنين مصريين يمارسون حقهم المشروع في التجمع والتظاهر والتعبير السلمي الحر عن مطالبهم.
وفي سياق حماية الكنائس أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنّ 80 ألفًا من ضباط وجنود الشرطة تقلهم آلاف الشاحنات قد شاركوا بطول البلاد وعرضها الخميس في حماية الكنائس يوم عيد الميلاد الذي يحتفل به أقباط مصر. واعتبر مراقبون أن الحملة الأمنية تلك هي الأكبر في تاريخ حماية الكنائس التي تشهدها المدن المصرية.
وفي سياق التنديد المتواصل بتفجيرات الكنيسة تقيم عدة قوى سياسية اليوم عدة مظاهرات في محافظات القاهرة والإسكندرية ودمياط وبعض محافظات الصعيد والدلتا ويبلغ عدد المحافظات التي ستشهد المظاهرات اثنتي عشرة محافظة تحت عنوان موحد هو مظاهرات الغضب. وتبدأ من القاهرة عدد من الفاعليات تبدأ بوقفة احتجاجية صامتة مساء غد أمام ضريح الزعيم سعد زغلول، وتنتهي بمسيرات احتجاجية ووقفات صامتة بطول كورنيش النيل بدءًا من مناطق كباري أكتوبر و15 مايو وقصر النيل، والمنطقة بين مدخل المعادي ومنطقة العجوزة من أمام ميدان سفنكس إلى شيراتون القاهرة والزمالك بطول شارع أبو الفدا ومنطقة شبرا من أمام معهد ناصر ومنطقة عمارات أغاخان.
في سياق متصل ندد السفير حسام زكي الناطق بلسان الخارجية بالهجوم الذي شنه العماد ميشيل عون على الحكومة متهماً إياها بالتخلي عن أقباط مصر وعدم حمايتهم وقال زكي رداً عليه 'السيد عون عودنا على تصريحات تعكس دائماً قراءات سياسية خاطئة وقاصرة.. وها هو يدلي بتعليق جديد يكرس عدم فهمه مطلقاً للواقع المصري.. ويعكس بالإضافة لذلك انعدام الحس الاجتماعي لديه'.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية 'من الأفضل أن يصوم السيد عون عن التصريحات السخيفة التي يبدو أنه أدمنها خاصة ضد مصر.. وأن يلتفت لشؤونه وأتباعه الذين يسقطون منه يوماً بعد يوم من جراء مواقفه المتضاربة وتحالفاته المريبة'، مضيفاً 'وفي كل الأحوال، فإن مصر تلقت عزاءً كافياً ووافياً من كبار رجالات السياسة في لبنان وفي مقدمهم فخامة الرئيس ميشيل سليمان وممثلو الطائفة المارونية الكريمة التي ينتمي إليها عون'.
واضاف 'أعتقد أنه من السذاجة أن يعقد أي قارئ سياسة مبتدئ مقارنة كالتي أجراها عون، في مخيلته هو وحده، بين تعامل الدولة المصرية مع إسرائيل وتعاملها مع الأقباط المصريين.. ولولا جسامة الموقف وفداحة الخسارة والألم اللذين نستشعرهما جميعاً كمصريين لكان مثل هذا الهذيان يستحق الضحك بدلاً من الغضب داعياً إياه أن يتوقف عن آرائه التي تجر عليه السخرية وتزيد من عدد أعدائه'.