لقد أثبتت التجربة وهي مازالت تؤكد كل يوم أن الثورة هي الطريق الوحيد الذي يستطيع النضال العربي أن يعبر علية من الماضي الي المستقبل
فالثورة هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع بها الأمة العربية أن تخلص نفسها من الأغلال التي كبلتها ومن الرواسب التي أثقلت كاهلها فان عوامل القهر والاستغلال التي تحكمت فيها طويلا ونهبت ثرواتها لن تستسلم بالرضي . وانما لابد... علي... القوي الوطنية أن تصرعها وأن تحقق عليها انتصارا حاسما ونهائيا
والثورة هي الوسيلة الوحيدة لمغالبة التخلف الذي أرغمت علية الأمة العربية كنتيجة طبيعية للقهر والاستغلال . فان وسائل العمل التقليدية لم تعد قادرة علي أن تطوي مسافة التخلف الذي طال مداه بين الأمة العربية وبين غيرها من الأمم السابقة في التقدم . ولابد والانر كذلك مع مواجهة جذرية للأمور تكفل تعبئة جميع الطاقات المعنوية والمادية للامة فتحمل هذه المسئولية
والثورة بعد ذلك هي الوسيلة الوحيدة لمقابلة التحدي الكبير الذي ينتظر الأمة العربية وغيرها من الأمم التي لم تستكمل نموها . ذلك التحدي الذي تسببه الإكتشافات العلمية الهائلة التي تساعد علي مضاعفة الفوارق مابين التقدم والتخلف كأنها بما توصلت اليه من المعارف تيسر للمتقدمين ان يكونوا أكثر تقدما وتفرض علي الذين تخلفوا أن يكونوا ( بالنسبة إليهم ) أكثر تخلفا برغم كل ما قد يبذلونه من جهود طيبة لتعويض ما فاتهم
إن الطريق الثوري هو الجسر الوحيد الذي تتمكن به الأمة العربية من الانتقال بين ما كانت فيه وبين ما تتطلع اليه.......
والثورة العربية ..أداة النضال العربي الأن وصورته المعاصرة تحتاج الي ان تسلح نفسها بقدرات ثلاث تستطيع بواسطتها أن تصمد لمعركة المصير التي تخوض غمارها اليوم. وان تنتزع النصر محققه أهدافها من جانب ومحطمة جميع الأعداء الذين يعترضون طريقها من جانب أخر
وهذه القدرات الثلاث هي: -
أولا - الوعي القائم علي الإقتناع العلمي النابع من الفكر المستنير والناتج من المناقشة الحرة التي تتمرد علي سياط التعصب أو الارهاب
ثانيا :- الحركة السريعة الطليقة التي تستجيب للظروف المتغيرة التي يجابهها النضال العربي علي ان تلتزم هذه الحركة بأهداف النضال وبمثله الأخلاقية
ثالثا :- الوضوح في رؤية الأهداف ..ومتابعتها باستمرار وتجنب الإنسياق الانفعالي الي الدروب الفرعية التي تبتعد بالنضال الوطني عن طريقه وتهدر جزءا كبيرا من طاقته
وان الحاجة الي هذه الأسلحة الثلاثة تستمد قيمتها الحيوية من الظروف التي تعيشها التجربة الثورية العربية وتباشر تحت تأثيراتها دورها في توجية التاريخ العربي
ان الثورة العربية مطالبة اليوم بأن تشق طريقا جديدا أمام اهداف النضال العربي
ان عهودا طويلة من العذاب والامل بلورت في نهاية المطاف اهداف النضال العربي ظاهرة وواضحة . صادقة في تعبيرها عن الضمير الوطني للامة وهي .. الحرية ... والاشتراكية ... والوحدة
بل ان طول المعاناة من اجل الأهداف كاد أن يفصل مضمونها ويرسم جدودها
لقد أصبحت الحرية الأن تعني حرية الوطن وحرية المواطن واصبحت الاشتراكية وسيلة وغاية هي الكفاية والعدل
وأصبح طريق الوجدة هو الدعوة الجماهيرية لعودة الأمن الطبيعي لامة عربية واجدة مزقها اعداؤها ضد ارادتها وضد مصالحها والعمل السلمي من اجل تقريب يوم هذه الوحدة ثم الاجماع علي قبولها تتويجا للدعوة والعمل معا ......
لقدكانت هذه الأهداف نداءات مستمرة للنضال العربي ولكن الثورة العربية الأن تواجه مسئولية شق طريق جديد امام هذه الاهداف
والحاجة الي طريق جديد لاتصدر عن رغبة في التجديد لذاته ولا نصده بدافع الكرامة الوطنية وانما لان الثورة العربية تواجه ظروفا جديدة ولابد لها في مواجهة هذه الظروف الجديدة أن تجد الحلول الملائمة لها
ومن ثم فان التجربة الثورية العربية لاتستطيع أن تنقل ما توصل اليه غيرها
ومع ان خصائص الشعوب ومقومات الشخصية الوطنية تفرض خلافا في منهاج كل منها لحل مشاكلة الا ان الخلاف الاكبر هو ما تفرضه الظروف المتغيرة التي تسود العالم كله وتحكمة خصوصا هذه التغييرات البعيدة المدي
ام هذه التغييرات الضخمة في العالم تأتي معها بظروف جديدة تؤثر تأثيرا لاجدال فية علي العمل من أجل أهداف النضال الوطني لكل الأمم بما في ذلك الأمة العربية
واذا كانت أهداف النضال العربي هي الحرية والإشتراكية والوحدة فان التغييرات العالمية حملت تأثيرها الي وسائل العمل من أجلها
كذلك فان العمل الاشتراكي لم يعد حتما علية ان يلتزم التزاما حرفيا بقوانين جرت صياغتها في القرن التاسع عشر...
والثورة العربية وهي تواجه هذا العالم لابد لها أن تواجهه بفكر جديد لا يحبس نفسه في نظريات مغلقة يقيد بها طاقته.... وان كان في نفس الوقت لا ينعزل عن التجارب الفنية التي حصلت عليها الشعوب المناضله بكفاحها ......
ان التجارب الاجتماعية لا تعيش في عزلة عن بعضها.....وانما التجارب الاجتماعية كجزء من الحضارة الانسانية ستعيش بلاتصال الخصب وبالتفاعل الخلاق
ان مشعل الحضارة انتقل من بلد الي بلد ولكنه في كل بلد كان يحصل علي زيت جديد يقوي به ضوءه علي امتداد الزمان...
وكذلك التجارب الإجتماعية....
انها قابلة للأنتقال لكنها ليست قابلة لمجرد النقل ... قابلة للدراسة المفيدة .. لكنها ليست قابلة لمجرد
الحفظ عن طريق التكرار
وهذه هي اول مشئولية القيادات الشعبية الثورية للأمة العربية ومعني ذلك أن هذا العمل الثوري الطليعي لابد أن تتحمل القسط الأكبر منه... القيادات الشعبية الثورية التي فرضت عليها ظروف الطبيعية والتاريخية مسئولية أن تكون الدولة النواة .... في طلب الحرية والاشتراكية والوجدة للأمة العربية
ان هذه القيادات الشعبية مطالية الان ان تتامل تاريخها ... وان تنظر الي واقع عالمها .. ثم تقدم علي صنع مستقبلها واقفة في ثبات علي أرضها
السبت يوليو 13 2013, 00:03 من طرف 
