هذه نتيجة تجاهل الشحن الطائفي
وأمس الاثنين واصل عبدالله
كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' وعضو مجلس الشورى المعين هجومه على جميع
الجبهات متهماً إياها بالتسبب في ما حدث، وقال: 'لست أدري حتى هذه اللحظة
ما هي الأسباب التي دعت الجهات القانونية الى ان تتراخى في التعامل مع بعض
من الترديدات الطائفية التي تبعثرت فوق رؤوس الناس وعصفت بأذهانهم خلال
العام الماضي وفي الصدارة من ذلك ما كان قد قاله من أصوات التطرف المسلم
الدكتور محمد سليم العوا.وما كان قد قاله من أصوات التطرف المسيحي الأنبا
بيشوي، إن هذين لم يمسكا قنبلة، ولكنهما ساهما في مناخ متوتر.
وأطالب
مجددا بأن يقوم النائب العام بالتحقيق مع كل منهما على الأقل فيما ورد في
خطابهما وتصريحاتهما ومساءلتهما عن فعلهما هذا الذين رددوا أن مصر عاجزة عن
أن تحمي مواطنيها.
قال محمد البرادعي معبرا عن سذاجة مفرطة وناقلا من
تهويمات الصاخبين على شبكة الإنترنت ومن تحريضات مجموعة من السياسيين يجدون
في مثل تلك المناسبات فرصة كي يمضوا في مزيد من الإثارة لعل هذا يؤدي الى
قلقلة تفيد أجنداتهم، أو يسفر عن توتر يحقق أهدافهم.
حين تقول هذا فأنت
تعبر عن خسة سياسية لا يمكن أن يفاخر بها ناضج، وإذا كانت المعلومات التي
قيلت بأنه قد تم التعدي على الوزير أحمد المغربي أثناء أداء واجب العزاء في
جنازة الضحايا غير صحيحة، كما انه غير صحيحا أنه قد اصيب بالإغماء، وإذا
لم يكن صحيحا أنه قد تم التعدي على الوزير عبدالسلام المحجوب، فإن الهتافات
التي لقيها محافظ الإسكندرية عادل لبيب لم تكن لائقة وكان على الأنبا
يؤانس أن يوقفها، كما ان ما تعرض له لبيب والدكتور مفيد شهاب في سيارة
أقلتهما من الجنازة الى مدخل الدير لم يكن مفترضا، ونفس الأمر ينطبق على
الطريقة التي تعامل بها امس بعض الفريرين مع كل من شيخ الأزهر ومفتي الديار
ووزير الأوقاف وهم في طريقهم إلى تعزية قداسة البابا شنودة'.
الوزراء خرجوا من باب خلفي
لعدم الترحيب بهم في الجنازة
وهذه
الوقائع التي تعرض لها الوزراء في الدير وينفيها عبدالله، سمعتها بنفسي
مساء السبت في برنامج العاشرة مساء الذي تقدمه الإعلامية البارزة في قناة
دريم منى الشاذلي من مراسلة البرنامج التي كانت حاضرة الواقعة وصورتها
وقالت ان الوزراء خرجوا من باب خلفي وان وزير الإسكان أحمد المغربي بدا انه
سيغمى عليه، فأجلسوه على كرسي، وان الصور الملتقطة لما تعرض له المغربي
الذي دفعه أحد الحاضرين بيده، سوف يتم إرسالها ونشرها غدا - الأحد - ولكن
لم يتم عرضها في اليوم الثاني - الأحد .
'روزاليوسف' تحمل الاخوان جزءا من المسؤولية
وواصلت
'روزاليوسف' انفرادها من بين جميع الصحف القومية باتهام المحظورة - آسف،
اقصد الإخوان المسلمين بانهم جزء مما حدث ومهاجمة الأحزاب المعارضة فقال
زميلنا محمد عبدالنور رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' التي تصدر عن نفس
الدار: 'لا يجب أن نصدق أن المتاجرين والمدلسين باسم الدين من تنظيم جماعة
الإخوان غير الشرعي قد تحولوا فجأة إلى حملان وديعة تستنكر عملا إرهابيا
وينضمون الى مظاهرة للوحدة الوطنية تطوف شوارع شبرا.
ولا يجب أن ننخدع
بهذه الصور التي تم التقاطها في مسيرة 'شبرا' فهذه الدماء المصرية البريئة
التي تم استباحتها هي في رقبتهم وتنتظر القصاص.
لا يجب أن ننخدع بصور
السياسات في المسيرة ومنهم المزور المقامر وفاقد الجماهيرية السياسية وكلها
سعوا الى المدلسين باسم الدين ومضللهم العام يطلبون المدد.
يد الدولة القوية لا يجب أن تغفر لهؤلاء في الداخل قبل الخارج'.
وفي
حقيقة الأمر، فلا نعلم ان كانت مواصلته توجيه مثل هذه الاتهامات موقفا
شخصي منه، أو انعكاسا لموقف جناح داخل الحزب الوطني، إلا انها اصبحت
اتهامات سخيفة وثقيلة الظل، فبينما اتهم رئيس الجمهورية جهات خارجية، فإنه
يعارضه ويتهم قوى سياسية تعمل علنا، ويستبق نتائج تحقيقات أجهزة الأمن
والنيابة، وطبعا سارع الكاتب المسرحي السابق علي سالم الذي ترك التأليف
المسرحي وتحول الى فيلسوف ومنظر سياسي منذ أن زار إسرائيل وأصبح من دعاة -
والعياذ بالله - سارع بتبرئة إسرائيل في عموده اليومي بـ'روزاليوسف' - يسعد
صباحك - وألقى الاتهام على إيران ورئيسها، داعيا لتمتين العلاقات مع
إسرائيل، قال: 'الحرب الدائرة الآن في المنطقة، هي بين طرفين، الطرف الأول
هو التطرف الإرهابي المدعوم ماليا ولوجيستيا من حكومة أحمدي نجاد
الإيرانية، والطرف الثاني هو الدولة المستقرة في المنطقة ومنها مصر بطبيعة
الحال، لا توجد حرب بيننا وبين إسرائيل، كانت بيننا حروب طويلة وانتهت
باتفاقية سلام يحترمها الطرفان ولعلي الكاتب الوحيد في مصر الذي يصر على
ضرورة تفعيل علاقات السلام بين مصر وإسرائيل بعد أن ابتعد زملائي
الاسلاميون يأسا أو خوفا أو قرفا، إن التغذية الدائمة للشارع بفكرة أن
العدو لمصر هو إسرائيل تضع عصابة سوداء سميكة على أعيننا فلا نرى مصادر
الخطر الحقيقية حولنا'.
والحقيقة أن علي سالم لا يحظى برعاية جريدة
'روزاليوسف' فقط، وإنما دخلت من مدة 'المصري اليوم' على الخط، باستكتابه كل
اسبوع، لكن بعيدا عن السياسة بينما روز الحكومية، هي التي تركت له المجال
للسياسة كل يوم، لكن المسكين لم يكن لا هو ولا روز يدريان ما ينتظرهما من
صحف حكومية أخرى.