في شهادة ناصعة علي التقدم الطبي المذهل في ألمانيا نشهد نشاطا رائعا للرئيس مبارك وهو يتألق والحمد لله في كامل الصحة وموفور العافية بإرادة تثير الاعجاب وتعطي مثلا للمعتلين من أمثالنا.
فالرئيس من خطاب لزيارة عربية ومن زيارة لمؤتمر ومن مؤتمر لاجتماع ومن اجتماع لخطاب، ثم أن الرئيس سعيد ومقبل علي العمل ومتفائل بالمستقبل وكلها أمور تبعث في قلبي كل فرح وطمأنينة فقد انتهي مشروع التوريث، خلاص الفيلم خلص.
أعرف طبعا أن جمال ومجموعته يبتزون الرئيس ويضغطون عليه، ويرفعون من درجة الحديث عن جمال لتصدير أوهام عن وجوده وتواجده، مستخدمين رجالهم ومندوبيهم في الاعلام الخاص تحديدا، مع ظهور مستحي ومتردد وملجوم في الاعلام الحكومي كي يظل الفتي الذي أوشك علي الخمسين مرئيا أمام والده ودوائر صنع القرار في الغرب لربما يحن الأب ويشفق علي طموح ابنه.
لكن الواضح أن الرئيس مستندا علي صحة مستعادة ومجلجلة يعطي كل يوم علامات جديدة ومضاعفة على عزيمته الاستمرار في حكم البلد.
عظيم. انتهي عمليا مشروع التوريث ومبارك هو مرشح الرئاسة في الانتخابات القادمة ينافسه فيها "دلاديل" منتظرة الأمر من اللي مشغلينها في أمن الدولة فهل يمكن أن يترتب علي هذه الحقيقة أي تطور؟
نعم فالواجب الآن أن تهنئ جماعات الاحتجاج السياسي التي تولدت منذ كفاية وحتي الجمعية الوطنية مرورا بستة إبريل وشباب الفيس بوك ومعهم وفيهم صحف خط النار ،تهنئ نفسها بنجاح حملتها ضد التوريث وإجهاض مشروع أوشك أن يحول مصر من دولة إلي إمارة ومن وطن إلي عزبة ويبقي أن يعارض المعارضون الآن الرئيس مبارك وليس ابنه.
كان البعض يسترجل وهو يرفض التوريث حتي أن أي رئيس حزب تافه (الرئيس وليس الحزب )كان يمكن أن يعمل فيها عبدالفتاح القصري في ابن حميدو ويهاجم التوريث ثم يملك من الرقاعة أن يعتمد في رفضه للتوريث أن حسني مبارك نفسه ضد التوريث.
الآن طابت واستوت من يريد أن يعارض فليعارض الرئيس شخصيا ولتسقط كل حيل اللف والدوران والسخافة الجبانة عن أن الرئيس كويس واللي حواليه همه الوحشين (وكأننا اللي اخترناله اللي حواليه) أو أن الرئيس لايعرف ولو عرف سيتدخل أو عاش الرئيس ويسقط أحمد عز.
هذا كان من الممكن أن يخيل من ثلاثين سنة لكن الاستمرار في ترديده ثلاثين عاما لايعني إلا أن هذه عبودية أو قوادة سياسية.
المعارضة التي تستحقها مصر الآن هي معارضة تقول لا للرئيس.
أما معارضة نناشد الرئيس ونتمسك بوعد الرئيس فهي معارضة مكانها قمامة التاريخ أو تاريخ القمامات وهي كثيرة ولازلنا نشم!