ها هي جريمة جديدة ترتكبها إسرائيل ضد فلسطينيي 1948. مستغلة في ذلك
الحرائق التي اجتاحت غابات الكرمل الجميلة في حيفا والتي دمرت أجزاء كبيرة
منها. ففي أعقاب تلك الحرائق التي اجتاحت عدداً من القري التي يعيش فيها
فلسطينيو 48 وعدداً من المستعمرات اليهودية فوجيء الفلسطينيون بسلطات
الإحتلال تسمح لليهود بالعودة إلي مستعمراتهم وترفض السماح للفلسطينيين
بالعودة إلي قراهم بحجة أن الوضع لم يصبح مناسباً بعد وأن الحرائق لم يمكن
بعد السيطرة عليها. وحاولت السلطات خداعهم وقالت إنها سوف تسمح لهم
بالعودة في أقرب وقت بعد أن يمكن السيطرة علي الحرائق. لكن كل من يفهم ألف
باء السياسة الإسرائيلية يدرك جيداً أن سلطات الاحتلال تنوي عدم السماح
لهؤلاء بالعودة وأنها سوف تبني بيوتاً للمستعمرين اليهود الذين تجلبهم من
كل أركان الأرض حتي ضاقت بهم أرض فلسطين ليصبح سكان هذه القري لاجئين داخل
الخط الأخضر بعد أن تمسكوا بأرضهم 62 عاماً كما حدث في بقاع عديدة من أرض
48. بل إننا لا نستبعد أن تكون سلطات الاحتلال قد خططت لإحراق هذه القري
لطرد سكانها منها. لكن الحرائق خرجت عن السيطرة بسبب رياح مفاجئة. ومن
يطالع أساليب سلطات الاحتلال لاجبار بدو النقب علي الرحيل عن أراضيهم. لن
يجد في هذا التفسير أي غرابة.
والسؤال الآن.. ماذا فعلنا لهذا القطاع من الشعب الفلسطيني الذي يضرب كل يوم أروع الأمثلة في الصمود؟ الإجابة مؤسفة بكل تأكيد.